الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على أداء الأمانات، ولتعلم أن استعمالك للنت بإذن المسئول عنه لا حرج فيه إذا كان مخولا لذلك، أما استعماله بدون إذن فإنه لا يجوز ولو كانت تكلفته ثابتة وأحرى إذا كانت تزيد حسب الاستخدام، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: في الصحيحين: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام.
وقوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه. أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ولذلك، فإن عليك أن تقدر مقابل استخدامك بالتعدي، ويبقى في ذمتك حتى تؤديه في الوقت الذي تستطيع، ولا تبرأ ذمتك إلا بذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأصحاب السنن.
إلا إذا تنازل عنه من يحق له التنازل ممن هو مخول بذلك من المسئولين، ولا يجوز لك أن تخرجه في سبيل الله تعالى وأنت تستطيع إيصاله إلى أهله، وفي حالة عدم استطاعة توصيله إلى أهله وحصل اليأس من ذلك فاصرفه في وجوه الخير ومنافع المسلمين العامة.
والله أعلم.