الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما تجده من النشاط في بعض الأحيان وإقبال النفس على الدعاء والعبادة، وأحيانا من التكاسل والفتور شيء طبيعي ويعتري أكثر الناس، فالنفس البشرية بطبيعتها لها إقبال وإدبار، فتارة تكون في سُموٍ وإشراق فيكون عند العبد رغبة في العبادة والدعاء والإقبال على الطاعة، وأحيانًا يقل هذا الإشراق فيتكاسل ويضعف نشاطه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن لكل عمل شِرّة ـ أي حرصا على الشيء ونشاطا ورغبة في الخير أو الشر ـ ولكل شِرّة فترة، فمن كانت شرته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك. رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط.
ولذلك ننصحك بالتوسط حال إقبال النفس وإدبارها وتجنب طرفي الإفراط والتفريط، وسبق أن بينا أسباب الفتور وكيفية علاجه في جملة من الفتاوى، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 25854، 10800، 1208، 5450، 33860.
والله أعلم.