الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها بدينها وحرصها على الحلال، ونسأل الله تعالى أن يكفينا وإياها بحلاله عن حرامه وأن يغنينا بفضله عمن سواه، وكما هو معلوم لديكم فإن وضع المال في البنوك الربوية وأخذ الفوائد عليه من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، ولا اعتبار لمن خالف في هذا أو أفتى بغيره، ولكن يرخص في الإيداع في البنوك الربوية في حال الضرورة لحفظ المال إذا لم توجد وسيلة أخرى لحفظه كالبنوك الإسلامية وغيرها، وفي هذه الحالة لا يجوز الانتفاع بالفوائد الربوية ولا صرفها على الأولاد، ولا تترك للبنك، وإنما تؤخذ منه وتصرف في مصالح المسلمين العامة وفي وجوه الخير وأعمال البر، ولذلك فإن عليكم أن تنصحوا والد زوجك بالابتعاد عن التعامل بالربا، وتحذروه من عواقبه الوخيمة، فقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون { البقرة:278ـ279}.
وفي حال وصول ماله إليكم بالميراث فإن على الورثة التخلص مما فيه من الحرام وصرفه فيما ذكرنا من مصالح المسلمين، ولمعرفة كيفية التخلص من المال الحرام إذا اختلط بالحلال انظري الفتوى رقم: 9616.
والله أعلم.