الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا أن تخزين القات لا يجوز؛ وذلك لما يترتب عليه من الأضرار العاجلة والآجلة في الدين والدنيا، وقد ذكرنا ذلك كله مع أقوال أهل العلم فيه في الفتوى رقم: 13241.
لذلك فالواجب عليك أن تترك هذا القات وتبتعد عنه ولو كثر استعماله في قريتكم أو أذن أبوك في استعماله. فكل ذلك لا اعتبار له، فيجب عليك الامتناع عنه أصلا ويتأكد ذلك بحلفك على تركه بالأيمان المغلظة والعهود المؤكدة. وفي رجوعك إليه إثم عظيم لارتكاب المحرم والحنث في هذه الأيمان.. فعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
وعليك أيضا أن تكفر عن هذه الأيمان كفارة واحدة؛ لأن تعددها في شيء واحد للتأكيد عليه يجعلها كفارة واحدة، كما لا يلزمك شيء غير الاستغفار مما غلظت به يمينك من اللعن والخلود في النار مع من ذكرت من الكفار.
قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: وليس على من وكّد اليمين فكررها في شيء واحد غير كفارة واحدة، ومن قال أشركت بالله، أو هو يهودي، أو نصراني إن فعل كذا فلا شيء عليه، ولا يلزمه غير الاستغفار.
ولمعرفة الكفارة انظر الفتوى رقم: 204.
والله أعلم.