الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغت منك الوسوسة أيها الأخ الكريم مبلغا عظيما، والذي ننصحك به هو أن تعرض عن هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، واعلم أنها لا تضرك ولا تؤثر في صحة إيمانك ما دمت كارها لها نافرا منها، وأنك على خير والحمد لله، بل كراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على صحة إيمانك كما قال صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان. فجاهد نفسك حتى يمن الله عليك بالتخلص من هذه الوساوس وأنت مأجور إن شاء الله على هذه المجاهدة، وراجع للفائدة الفتوى رقم 147101 وما فيها من إحالات.
واعلم أن ما يصدر عن الموسوس من أقوال أو أفعال تحت تأثير الوسوسة مما يرجى أن يكون معفوا عنه لأنه في معنى المكره، وأما الذي يؤاخذ بقوله إذا نطق بالكفر والعياذ بالله فهو الذي تكلم بالكفر وقد انشرح به صدره واطمأن به قلبه، فهون عليك أيها الأخ الكريم واطرح عنك هذه الوساوس، واعلم أنك غير مؤاخذ بشيء منها، وعلى فرض أنه قد سبق لسانك بالتلفظ بشيء من هذه الوساوس فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله ما دام عن غير اختيار منك، ثم إن الأصل أنك لم تتلفظ بشيء من ذلك، فلا تعاود التفكير في هذا الأمر واعلم أن إيمانك صحيح والحمد لله وأنه لم تؤثر فيه هذه الوساوس.
والله أعلم.