لا أثر للوساوس على الإيمان إذا دفعها صاحبها ولم يسترسل معها

3-11-2011 | إسلام ويب

السؤال:
شاب مسلم التزم بالدين في شهر 10 أو 11 من عام 2010، وبعد التزامه بشهر أو شهرين أتته وساوس في وجود الله، وكان يحزن منها، ولم يكن يهتم لها كثيرا، لكن بعد مدة كان قد قصر في الصلاة قليلا، فانقلب الوسواس إلى شك في وجود الله في شهر 1 من عام 2011ومع هذا ابتلاه الله بسلس البول، فكان أيضا موسوسا في موضوع الطهارة، وعاش شهر 1 و 2 و 3 بحزن ونكد وضيق كبير وهو يبحث عما يثبت صحة الإسلام، لكنه لم يستطع التغلب على شكه، وفي آخر شهر 4 وبداية شهر5 أوضح مشكلته لشابين مسلمين فأرشداه إلى أن هذا وسواس وليس شكا، وفي الحقيقة أن ذلك شك، وأرشداه إلى المحافظة على صلاة الجماعة، فحافظ عليها وكف عن البحث عما يثبث صحة الإسلام، وبحمد الله ذهبت كل وساوسه وشكوكه وأصبح متيقنا بوجود الله، لكنه بعد ذلك وقع في مشكلة أخرى وهي أنه تأتيه وساوس في أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم غير صادق هو يؤمن أن لا إله إلا الله ويؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، لكن يحتاج إلى ما يطمئن قلبه بالإيمان بالرسالة، وليست عنده مشكلة في الإيمان بالوحدانية، لكن يحتاج إلى ما يطمئن قلبه بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وبحث في الأدلة فوجد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في أن القمر قد انشق، لكن مع ذلك يحتاج إلى أكثر ويعلم بتحقق الغلبة للروم على الفرس كما بشر القرآن، لكن مشكلته هل ورد ذلك في كتب سماوية سابقة، وبالتالي عرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا من الكتب السابقة، وهو يحب البحث في الأدلة من إيمان أهل الكتاب بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أو السابقين له كإيمان عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي، لكن يريد التأكد هل قصة إسلام سلمان ـ رضي الله عنه ـ صحيحة؟ وهل ما ورد في موسوعة ويكيبيديا في موضوع النبي محمد صلى الله عليه وسلم صحيحة مثل قول ابن عباس: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فلمّا التقوا هُزمت يهود خيبر فعاذت اليهود بهذا الدعاء فقالت: اللهم إنا نسألك بحقّ محمد النبيّ الأميّ الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم فكانوا إذا التَقَوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فليعلم هذا الشاب ـ هداه الله ـ أن ما يدور بخاطره إنما هو مجرد وساوس لا تؤثر في صحة إيمانه، فعليه أن يدافعها ويسعى في التخلص منها، وأن يتعوذ بالله تعالى كلما عرض له شيء منها، وأن ينتهي عن الاسترسال معها، فإن ذلك هو أنفع علاج للوسوسة، وليعلم أن دلائل صدق نبينا صلى الله عليه وسلم وصحة رسالته أظهر من الشمس في رابعة النهار، ولا يماري فيها إلا مبخوس الحظ من العقل، وحسبه دليلا على صدقه صلوات الله عليه هذا الكتاب المعجز الذي تحدى الله الأولين والآخرين على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة ممن مثله فعجزوا جميعا، وقد كان قومه العرب أهل الفصاحة والبيان وفرسان المنطق لا ينازعون في هذا، ومع ذا تقاصروا دون معارضته وأظهروا عجزهم عن الإتيان بسورة من مثله، إنه تنزيل من حكيم حميد.

وأما معجزاته صلى الله عليه وسلم وما أخبر به من المغيبات فوقع كما أخبر وذكره بصفاته التي لا تخفى في الكتب السابقة فشيء يستعصي على الحصر، وليس هذا موضع تفصيل دلائل نبوته صلوات الله عليه، ولكننا نحيلك على كتاب الرسل والرسالات للشيخ الفاضل الدكتور عمر سليمان الأشقر ـ حفظه الله ـ ففيه نفع عظيم في هذا الباب بإذن الله.

وأما القصة المذكورة: فقد قال السيوطي في الدر إنه أخرجها الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن ابن عباس.

والله أعلم.

www.islamweb.net