الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليعلم هذا الشاب ـ هداه الله ـ أن ما يدور بخاطره إنما هو مجرد وساوس لا تؤثر في صحة إيمانه، فعليه أن يدافعها ويسعى في التخلص منها، وأن يتعوذ بالله تعالى كلما عرض له شيء منها، وأن ينتهي عن الاسترسال معها، فإن ذلك هو أنفع علاج للوسوسة، وليعلم أن دلائل صدق نبينا صلى الله عليه وسلم وصحة رسالته أظهر من الشمس في رابعة النهار، ولا يماري فيها إلا مبخوس الحظ من العقل، وحسبه دليلا على صدقه صلوات الله عليه هذا الكتاب المعجز الذي تحدى الله الأولين والآخرين على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة ممن مثله فعجزوا جميعا، وقد كان قومه العرب أهل الفصاحة والبيان وفرسان المنطق لا ينازعون في هذا، ومع ذا تقاصروا دون معارضته وأظهروا عجزهم عن الإتيان بسورة من مثله، إنه تنزيل من حكيم حميد.
وأما معجزاته صلى الله عليه وسلم وما أخبر به من المغيبات فوقع كما أخبر وذكره بصفاته التي لا تخفى في الكتب السابقة فشيء يستعصي على الحصر، وليس هذا موضع تفصيل دلائل نبوته صلوات الله عليه، ولكننا نحيلك على كتاب الرسل والرسالات للشيخ الفاضل الدكتور عمر سليمان الأشقر ـ حفظه الله ـ ففيه نفع عظيم في هذا الباب بإذن الله.
وأما القصة المذكورة: فقد قال السيوطي في الدر إنه أخرجها الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن ابن عباس.
والله أعلم.