الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى الكريم أن يزيل همك وأن يفرج كربك وأن يصلح ما بين زوجتك وأهلك إنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.
وأول ما نوصيك به هو أن تستمر في العلاقة الحسنة بينك وبين زوجتك، وأن يعرف كل منكما للآخر حقه عليه ويقوم به على أكمل وجه، فهذا مما يسعد به الزوجان وتستقر به الأسرة، والحقوق الزوجية قد سبق بيانها بالفتوى رقم: 27662.
وعليك بالحرص على أن تعطي لكل من أهلك وزوجتك حقه، وراجع الفتوى رقم: 3489.
وليس بمستغرب أن تحصل المشاكل بين الزوجة وأهل الزوج لأسباب كثيرة كالغيرة أو الأقاويل ونحو ذلك، إلا أن من المهم جدا أن يكون الزوج حكيما في التعامل معها بحيث لا يؤثر ذلك على علاقته مع زوجته أو علاقته مع أهله، ولا شك أن من حقك أن تكون في بيت مستقل، بل ومن حق زوجتك عليك أن تكون في مسكن مستقل لا تتضرر فيه بوجود أحد معها، كما بينا بالفتوى رقم: 34802.
فإذا رغبتما في السكن المستقل فلا حرج عليك في المصير إليه ولو لم ترتض ذلك أمك، فالطاعة إنما تكون في المعروف وليس من المعروف أن يطيع الولد أمه فيما فيه ضرر عليه، أو في ترك ما هو واجب عليه، وراجع الفتوى رقم: 165457
ومهما أمكنك طاعة أمك والبر بها فافعل، وما يلحقك فيه ضرر ومشقة لا تلزمك طاعتها فيه، وراجع الفتوى رقم: 76303، ففيها بيان حدود طاعة الوالدين.
والله أعلم.