الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الشرع بصلة الرحم ونهى عن قطعها حتى لمن يقطعها، فلا يجوز لك قطع عماتك أو خالاتك طاعة لوالدك، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. لكن ينبغي أن تكون حكيما فتصل أرحامك ولا تغضب والدك، فإن حق الوالدين عظيم وبرهما والإحسان إليهما من أفضل الأعمال عند الله، فيمكنك أن تصل أرحامك دون علم والدك، وتجتهد في نصح والديك برفق وأدب بصلة رحمهم، وتبين لهم حكم الشرع في قطع الرحم ووجوب صلتها وفضله، وانظر في ذلك الفتويين: 15900، 134356
كما ينبغي أن تسعى للإصلاح بين والديك وأقاربهما فإن ذلك من أفضل الأعمال عند الله، فعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا بَلَى. قَالَ: إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ. رواه أبو داود.
ويجوز لك في سبيل الإصلاح بينهم أن تتكلم إلى كل منهم وتنقل له عن الآخر ما يجلب المودة بينهما ويذهب الشحناء –وإن لم يكن واقعا- وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.
والله أعلم.