الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن علم من العلم شيئاً ثم كتمه عن الناس بلا عذر مع حاجتهم إليه، فقد ارتكب ذنباً عظيما، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 2424.
ومن مواطن الحاجة المعتبرة: تصحيح الوهم أو الخطأ، فإن هذا جملة النصح الواجب، كما في صحيح مسلم عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال:لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
وهو كذلك من جملة الأمانة التي أمرنا بأدائها، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء: 58}.
ثم مما ينبغي التنبه عليه: خطورة الفتوى والتقول على الله بغير علم، فإن ذلك من الكبائر، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 128208.
وإذا كان ذلك كذلك، فمن وقع فيه وجب عليه أن يستغفر الله ويتوب إليه، وأن يسعى في التخلص من تبعة ذنبه، وذلك ببيان الصواب وإعلام من سمعوه بخطئه، فقد قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ {آل عمران: 187}.
وقال: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {آل عمران: 71}.
والله أعلم.