الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نقول لهذا الشاب إن من أهم مقتضيات الإيمان التسليم الكامل لحكم الله ولحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما{ النساء:65 }.
وسواء في هذا ما أدرك العقل معناه وحكمته وما لم يدركه، فالله تعالى أقواله صدق وأحكامه عدل، ولا يفعل شيئا أو يحكم حكما إلا لحكمة، وقد يطلعنا سبحانه على بعضها ويخفي عنا البعض الآخر، فقوله إنه يميل قلبه إلى الإسلام عندما يقرأ آيات الإعجاز العلمي يدل على أنه لا يؤمن إلا بما علم حكمته، وهذا باب من أبواب الضلال قد يؤدي به إلى إنكار كثير من أمور الشرع التي قد يجهل الناس حكمتها، وحد الرجم ثابت شرعا، كما بينا ذلك بأدلته في الفتويين رقم: 26483، ورقم: 133839.
فهو إذن ثابت بنصوص الشرع، وعمل به أئمة الهدى من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، فإنكاره أمر خطير وسبيل إلى الضلال عريض، جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية بالمملكة العربية السعودية بعد ذكر أدلة الرجم ما نصه: وثبت العمل بذلك والقول به في عهد الخلفاء الراشدين دون نكير فدل على أنه لم ينسخ، بل مجمع على ثبوته قبل أن يكون الخوارج والمعتزلة فكان خلاف من خالف بعد ذلك خروجا عن النص والإجماع. اهـ.
وعلى هذا، فلا يجوز للمسلم إنكاره أو أن يكون في قلبه أي نوع من الشك تجاهه، فالواجب على هذا الشاب التوبة إلى الله والرجوع إلى دين الإسلام وأن يحسن في اعتقاده وقوله وعمله، فقوله إنه يميل إلى الإسلام يفهم منه أنه في شك وهذه ردة عن الإسلام، وخسران للدنيا والآخرة، والله تعالى يقول: ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون { البقرة:217}.
ولا يستغرب من مثله ترك الصلاة وعدم الاهتمام بشيء من دين الإسلام بعد أن أصبح يشك في مثل هذا الأمر القطعي.
والله أعلم.