الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد له عليها، فلا يجوز له الحديث معها إلا للحاجة ومع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك من عدم الخلوة والخضوع بالقول ونحو ذلك، فلا حق لك شرعا إذن أن تعبر لها عن مشاعر حبك لها ولا أن تتعرف على مدى مشاعرها تجاهك أو أن تذكر لها شيئا من عبارات الحب والغرام أو المديح والإطراء، ولو كان ذلك بقصد ترغيبها في الزواج، سدا لأبواب الفتنة، وحذرا من مكائد الشيطان، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر { النور:21 }.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم وحث المتحابين على الزواج، ففي سنن ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله علي وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وينبغي أن تعجل إلى إتمام هذا الزواج ما دمت تخشى على نفسك الفتنة، ولا بأس بأن تخبرها ـ مع الضوابط السابقة ـ بأنك ترغب في تعجيل الزواج، وقد يكون الأولى أن تطرح الأمر على وليها، أو بوجودها معكما، فإن أصرت على تأجيله، وكانت رغبتك التعجيل فقد يكون الأفضل أن تفسخ هذه الخطبة وتبحث عن فتاة صالحة غيرها تعفها وتعف نفسك بها، والخطبة مواعدة بين الطرفين لأي منهما الحق في فسخها متى شاء، وانظر الفتوى رقم: 127240.
ويكفي في اختبار المخطوبة أن يسأل الخاطب عنها من يعرفها من الثقات، فإذا أثنوا عليها خيرا أقدم على الزواج منها وينبغي أن يستخير الله تعالى فيها، فبين الاستخارة والاستشارة يكمن التوفيق بإذن الله تعالى، وراجع في الاستخارة في النكاح الفتوى رقم: 19333.
والله أعلم.