الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك أولا على متابعتك لموقعنا وحرصك على الاستفادة منه، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك إلى طاعته وخدمة دينه.
وما ذكرت من كوننا كثيرا ما ندعو إلى الصبر فأمر صحيح، وذلك لأن الطلاق أو الخلع وإن كانا من الأمور المشروعة إلا أن المصلحة قد تكون أعظم في صبر كل من الزوجين على الآخر، فقد يوجد أولاد يتضررون من حصول الطلاق، أو الظرف الذي يعيش فيه الرجل أو المرأة مثلا تقتضي أن يكون الصبر أفضل في حقه من الفراق، إلى غير ذلك من الأسباب. ومن هنا فإننا نؤكد على أمر الصبر والسعي في الإصلاح، فقد قال تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْر. [النساء:128 ]. وقال سبحانه مخاطبا الرجال: وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا. [النساء:19 ].
وأما قولك: لا تخبرونهم بأن لديهم حقا شرعيا وهو الخلع أو الطلاق" فأمر يخالف الواقع، بل الغالب من حالنا ذكر هذه المخارج عند ما يكون ذكرها مناسبا، مع التنبيه إلى تحري الأصلح من الأمرين: الصبر أو الفراق، فراجع فتاوانا تجد فيها الكثير من ذلك .
ونحن لم نقل إنه يكفي جانب الدين فقط في الحياة الزوجية، بل ننبه على أمر الخلق وحسن العشرة بين الزوجين، ومعاملة كل منهما الآخر بما يقتضيه الشرع. وعلى كل فإن ما يصلنا من ملاحظات واقتراحات هي دائما محل اعتبار عندنا وافقنا صاحبها أم خالفناه.
والله أعلم.