الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجاملتك لها بالتبسم في وجهها أو بالكلام اللين لها خشية شرها وأذيتها مع بغضك لما هي عليه من الفسق والتبرج ومن غير أن تعينيها على إثمها أوتقريها عليه ليس ذلك من النفاق، بل هو من المداراة ويدل على مشروعيتها ما في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها: أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلَّق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحّاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره.
والله أعلم.