الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه الألفاظ كناية يقع بها الطلاق مع النية، أما إذا لم ينو بها الطلاق فلا يقع.
جاء في غاية البيان شرح زبد ابن رسلان: وكل لفظ لفراق احْتمل فَهُوَ كِنَايَة بنية..... كأطلقتك وَأَنت مُطلقَة بِسُكُون الطَّاء .... لَا حَاجَة لى فِيك أَنْت وشأنك.
وعليه فما دام هذا الزوج لم ينو الطلاق بهذه الألفاظ فلم يقع بها شيء، وعليه أن يحذر من الوسوسة في أمر الطلاق -أو غيره- فإن التمادي فيها عواقبه وخيمة.
وننصحه أن يعاشر زوجته بالمعروف ولا يتعجل في طلاقها، فإن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح.
وننبه إلى أن ما يعاني منه هذا الزوج من عدم التوفيق في بعض الأمور ، قد يكون بسبب ذنوب يقع فيها فعليه أن يتهم نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، فينبغي أن يجدد التوبة من كل الذنوب، ويحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وليكثر من الذكر والدعاء فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.