الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيل همك، وأن يفرج كربك، وأن يصلح لك زوجك، وعليك بالدعاء والتضرع إلى المولى الرحيم، فهو مجيب دعوة المضطرين، واحرصي خاصة على دعوات المكروب، ودعاء الهم والغم والحزن، وراجعي هذه الدعوات بالفتوى رقم: 53348، وينبغي أن تراعي آداب الدعاء والتي بيناها بالفتوى رقم: 119608. ونوصيك أيضا بالصبر وهو من أهم ما نوصيك به، ولا ينبغي أن تتضجري من الوصية به ففي الصبر خير كثير وعواقبه حميدة في الدنيا والآخرة كما بينا بالفتوى رقم: 18103.
واحمدي الله سبحانه وتعالى على ما أنت فيه من نعم عظيمة : نعمة الإيمان، وكفى بها نعمة، ونعمة الصحة والعافية، ونعمة العمل الذي تكسبين منه رزقا، واسمعي وعي وصاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: « انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عليكم ». رواه مسلم وغيره. وليكن حاضرا في بالك وبين عينيك أن التسخط من قضاء الله وقدره يضر ولا ينفع، وعليك بدلا من ذلك أن تحمدي الله على السراء، وأن تصبري على الضراء، وتلتجئي إلى الله تعالى فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطر.
وينبغي لك وولزوجك ان تسعيا في العلاج، وإذا غلب على ظنكما أنه مسحور فعلاج السحر ميسور بإذن الله، وراجعيه بالفتوى رقم: 5252. وإذا كنت متضررة بالبقاء معه على هذا الحال فلك الحق في طلب الطلاق للضرر فقد نص الفقهاء على أن الضرر البين مما يسوغ معه طلب الطلاق، وسبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 37112. فإن استجاب وطلقك فذاك وإلا فارفعي الأمر إلى أحد المراكز الإسلامية ليرفع عنك الضرر بالطلاق أو الخلع وهو فراق الزوج في مقابل عوض تدفعينه إليه. وراجعي في الخلع الفتوى رقم: 23180.
والله أعلم.