الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن استثقال بعض العبادات والشعور بالضيق عند فعلها ومصابرة النفس عليها قد يعتري أهل الإيمان ولا يعد هذا نفاقا، والمؤمن مكلف بأن يظل في جهاد لنفسه حتى يزول عنه هذا الاستثقال، فيؤدي الحق سماحة لا كظما، وطواعية لا كرها، ويحصل له انشراح الصدر بالعبادة والأنس بها، والذي يؤدي العبادة طيبة بها نفسه أعظم أجرا من الذي يؤديها ضيقا بها صدره، وإن كان الثاني لا يخلو عن ثواب، ويرجى له بالمجاهدة ودوام مصابرة النفس حصول المأمول من وجدان لذة الطاعة وحلاوة العبادة، وقد بينا هذا المعنى في الفتوى رقم: 140695، فانظرها وما أحيل عليه فيها للأهمية.
على أنه لا يفوتنا أن نحذرك من الاسترسال مع الوساوس والانسياق وراءها فإن ذلك يفضي إلى شر عظيم ويفتح على المرء بابا عريضا من أبواب الفساد.
والله أعلم.