الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما هذه الكلمة المذكورة فمن الناس من قال إن أصلها فارسي، قال د. أحمد عيسى في المحكم في أصول الكلمات العامية: يَلَّلهْ ـ تقول لزميلك: يَلَّله بِنا أو تطرد شخصا، فتقول له: يَللهْ بَرَّه، يَلهْ: كلمة فارسية بمعنى أرخى خلّص سرَّح. انتهى.
ومنهم من قال إن أصلها يا الله، وقد صرح بهذا أحمد تيمور باشا في معجمه: وصارت هذه الكلمة بهذا الاستعمال من أسماء الأفعال بمعنى هيا، فهجر الأصل الذي اشتقت منه وصارت كأنها اسم فعل بمعنى هيا، وأيا ما كان الأمر فليس استعمال هذه الكلمة على هذا الوجه من الاستهزاء بسبيل، فلا حرج في استعمالها والحال ما عرفت، ونحذرك من الوسوسة في باب الاستهزاء فإنها تجر إلى شر عظيم وتفتح على العبد بابا من المفاسد في الدين والدنيا، وأما لفظ الجلالة فكتابته دون فصل بينه وبين ما قبله من حروف القسم والجر ونحوها لا حرج فيها بوجه، وهؤلاء الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ رسموا المصاحف ولم يفصلوا بين لفظ الجلالة وما قبله وليس أحد أشد منهم تعظيما لحرمات الله تعالى وإجلالا له جل اسمه، وكما يجوز وصل لفظ الجلالة بما قبله من الحروف يجوز وصله بما بعده من علامات الترقيم كالنقطة ونحوها ولا حرج في ذلك بوجه، وإنما أتيت في استشكال مثل هذا من جهة الوساوس التي يبدو أنك متلبس بشيء منها، فعليك أن تسعى في التخلص من الوسوسة وألا تعيرها اهتماما.
والله أعلم.