الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الزواج على خديجة رضي الله عنها في حياتها وفاء وإكراما لها.
قال ابن حجر: ومما كافأ النبي صلى الله عليه وسلم به خديجة في الدنيا أنه لم يتزوج في حياتها غيرها. فتح الباري - ابن حجر .
لكن ذلك لا يعني أن الذي يتزوج على زوجته ليس وفيا لها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم تزوج على غير خديجة من نسائه وهو صلى الله عليه وسلم أعظم الناس وفاء وإحسانا لأزواجه ، قال صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
وقد تزوج على عائشة رضي الله عنها وهي أحب الناس إليه ولم يكن ذلك قدحا في محبته لها ومكانتها عنده ، فقد روى عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: «أَبُوهَا» ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا. متفق عليه.
والله أعلم.