الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الجهة التي تعاقدتم معها هي من تطلب منكم البقاء في منازلكم فلا حرج عليكم في الانتفاع بما تعطونه من رواتب ولو لم يسند إليكم عمل تنجزونه، لأنكم قد مكنتم المستأجر من منافعكم والأجرة تثبت بالتمكين فحسب، وذلك لأن العامل لدى الدولة أو الشركات ونحوها يعتبر أجيرا خاصا، والأجير الخاص إذا سلم نفسه للمستأجر ولم يمتنع عن العمل استحق الأجرة كاملة سواء وُجد عمل أو لم يوجد، قال الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق: الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة وإن لم يعمل. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية: وإذا استوفى المستأجر المنافع، أو مضت المدة، ولا حاجز له عن الانتفاع، استقر الأجر، لأنه قبض المعقود عليه، فاستقر البدل. اهـ.
ومتى دعتكم جهة العمل إلى الحضور واستلام أعمالكم لزمكم ذلك وإلا حرم عليكم الراتب، لأن الامتناع حينئذ من قبلكم.
والله أعلم.