الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تسعى لإقناع والدك بالموافقة على زواجك من تلك الفتاة وتستعين بمن له تأثير عليه من الأقارب أو غيرهم، فإن رفض لمجرد الخلاف الذي بينه وبين خال الفتاة فلا حق له في ذلك ولا يلزمك طاعته في تركها ولا تكون عاقا له أو عاصيا لله بمخالفته في هذا الأمر، قال الهيتمي ـ رحمه الله تعالى: وحيث نشأ أمر الوالد أو نهيه عن مجرد الحمق لم يلتفت إليه أخذاً مما ذكره الأئمة في أمره لولده بطلاق زوجته.
وإذا أردت ترك الزواج من تلك الفتاة طاعة لوالدك فلا حرج عليك في ذلك ـ إن شاء الله ـ فإن الخطبة وعد بالزواج يجوز فسخه للمصلحة، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 65050.
وعلى كل الأحوال، فإن عليك بر والدك وطاعته في المعروف، واعلم أن بر الوالد من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
والله أعلم.