الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في رواية هذا المشهد الذي تضمن بطلان اعتقادهم النفع والضر في عيسى عليه السلام، بشرط أن لا يتضمن نيلا منه أو تكذيبا لمعجزته في إحياء الموتى، لأن ذلك يعني تكذيب القرآن، وينبغي الحذر أن يتضمن سبا مباشرا لهؤلاء الكافرين لأن سبهم قد نهى عنه القرآن، لكونه قد يفضي إلى أن يسبوا رب العالمين، قال سبحانه: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم { الأنعام: 108}.
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه الجامع لأحكام القرآن: قال العلماء: حكمها باقٍ في هذه الأمة على كل حال فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الله عز وجل، فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك، لأنه بمنزلة البعث على المعصية. اهـ.
والله أعلم.