الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف امتثالا لقول الله تعالى: وعاشروهن بالمعروف { النساء: 19}.
ومن العشرة بالمعروف وطؤه لها، وهو واجب عليه حسب رغبتها وقدرته، فلا يجوز له هجرها مدة تتضرر بها كما بين ذلك أهل العلم، وراجعي أقوالهم بالفتوى رقم: 29158.
وإذا امتنع الزوج عن وطء زوجته جاز لها أن تطلب الطلاق، وكذا الحال فيما إذا كانت متضررة من سوء خلق زوجها ولا يلزمها الصبر عليه ـ والحالة هذه ـ وعدم طلب الطلاق منه لكونه مريضا، ولو صبرت كان ذلك أفضل.
وعلى كل حال فإننا لا ننصح بالتعجل إلى الطلاق، فقد لا تكون مصلحة الزوجة في حصول الطلاق دائما، وهذا أولا.
ثانيا: إذا حدث منه شيء من الضعف في جانب الاستقامة فينبغي أن ينصح بالحكمة والموعظة الحسنة وتشحذ همته إلى عمل الصالحات ويذكر بأن الراجح من أقوال أهل العلم هو أن صلاة الجماعة واجبة لا يجوز للمسلم التفريط فيها لغير عذر، وتراجع الفتوى رقم: 1798.
ثالثا: أنه لا شك في أن العدل بين الزوجتين في المطعم والملبس والمسكن واجب على الزوج، فلا يجوز له التفريط في حق إحداهما على حساب الأخرى، واستقامة المرأة في دينها وخلقها أمر مطلوب شرعا، ولكن ليس للزوجة حق في أن تجعل هذا شرطا على زوجها في بقائه مع زوجة ثانية.
والله أعلم.