الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالمقصود بقوله تعالى:وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ـ القرب بالعلم، وقيل بالملائكة, قال ابن القيم رحمه الله: هذه الآية فيها قولان للناس، أحدهما: أنه قربه بعلمه، ولهذا قرنه بعلمه بوسوسة نفس الإنسان، والقول الثاني: أنه قربه من العبد بملائكته الذين يصلون إلى قلبه فيكون أقرب إليه من ذلك العرق، اختاره شيخنا. اهـ.
وسواء كان هذا أو ذاك، فإنا نرى أنه ينبغي العدول عنه، إذ يخشى أن يدخل في الاقتباس الممنوع، جاء في الموسوعة الفقهية في بيان هذا النوع من الاقتباس: والثّالث: مردود، وهو على ضربين أحدهما: اقتباس ما نسبه اللّه إلى نفسه، بأن ينسبه المقتبس إلى نفسه، كما قيل عمّن وقع على شكوى بقوله: إنّ إلينا إيابهم ثمّ إنّ علينا حسابهم. اهـ.
وسئل علماء اللجنة الدائمة أيضاً: ما حكم تأول القرآن عندما يعرض لأحد منَّا شيءٌ من أمور الدنيا، كقول أحدنا عندما يحصل عليه شدة، أو ضيق: تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ـ مريم/83، عندما يلاقي صاحبه: جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى طه:40، عندما يحضر طعام: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ـ الحاقة/24، إلى آخر ما هنالك مما يستعمله بعض الناس اليوم؟ فأجابوا: الخير في ترك استعمال هذه الكلمات وأمثالها فيما ذكر تنزيهاً للقرآن، وصيانة له عما لا يليق.
والله أعلم.