الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو أن تتبع السنة وتبدأ بالسلام الوارد فيها وتترك عنك ما عدا ذلك ولا تتعب نفسك به، واعلم أن البحث عن التناقض بين فتاوى العلماء ليس غاية يتتبعها الشخص ويسعى في تصيدها. فكان ينبغي -وقد سألتنا عن هذا الموضوع وأجبناك فيه- أن تكتفي بما أجبناك به أولا ولا تعيد السؤال إلينا. مع أنك لو عدت إلى ما أجبنا به عن كل من سؤاليك لما احتجت إلى طرح السؤال مرة ثالثة. فقد ذكرنا في جواب السؤال الأول أن السنة في التحية البداية بالسلام قبل الكلام، لما في الحديث: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. وذكرنا في جواب السؤال الثاني أن تحية أهل الإسلام السلام فلا ينبغي استبدالها بغيرها من الألفاظ وإن كان معناها صحيحا. وقلنا في الجوابين معا إن بعض أهل العلم ذكروا أنه لا حرج في البداية بالدعاء بصبحك الله بخير أو مساك...
كما أن قولنا في الجواب الأول: وأما قولهم (الله بالخير) فينبغي تجنبها لما فيها من الإيهام وعدم ورودها عن السلف.. وفي الجواب الثاني: وأما الجملة الثانية: الله بالخير فهي اختصار الجملة السابقة وهي أيضا صحيحة، وإذا كان القصد بصحة هذه الأقوال صحة إلقاء التحية بها شرعا، فإن تحية أهل الإسلام السلام فلا ينبغي استبدالها بغيرها من الألفاظ وإن كان معناها صحيحا... ليس بينهما تناقض في الحقيقة؛ لأننا في الجواب ذكرنا أنها موهمة، أي قد يتوهم منها البعض غير ما أريد بها. وذكرنا في الجواب الثاني أنه لا ينبغي استبدال تحية الإسلام بها ولو كان معناها صحيحا. وما بين الفتويين من اختلاف يسير في الألفاظ إنما سببه اختلاف الطريقة التي ورد بها كل من السؤالين.
فدع عنك هذا العناء واصرف وقتك فيما يفيد، واعلم أن السلام الوارد في السنة هو أن يقول الرجل: السلام عليكم، ويقول الراد: وعليكم السلام. أو يقول سلام عليكم. فقد ورد في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله.. الحديث.
ولمعرفة حكم إلقاء السلام والرد عليه انظر الفتوى رقم: 22278.
والله أعلم.