الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لك أن تعدي وعدا وأنت تضمرين إخلافه، ولا أن تحدثي بما لا تريدين فعله موهمة أنك تفعلينه، ولا ينفعك قول إن شاء الله إذا كان المخاطب يفهم أنك عازمة على الوفاء والفعل، قال ابن رجب رحمه الله: وَلَوْ قَالَ: أَفْعَلُ كَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ لَا يَفْعَلَ، كَانَ كَذِبًا وَخُلْفًا، قَالَهُ الْأَوْزَاعِيُّ. انتهى.
فعليك ألا تعدي وعدا وأنت تضمرين ألا تفعليه، وألا تخبري بعزمك على فعل ما لا تريدين فعله، وخير لك أن تتركي الجواب من أن تخبري بخلاف الواقع، وأن تعتذري خير لك من أن تعدي فتخلفي، وأما ما قلته في حق تلك الموظفة، فإن كان شيئا أضمرته في نفسك فهو من سوء الظن المذموم والذي هو أكذب الحديث، إلا أن تدل عليه قرينة ظاهرة، وإن كنت قد تلفظت بذلك فهو من الغيبة، فعليك أن تستغفري الله وتتوبي إليه وينبغي أن تستغفري لتلك الموظفة.
والله أعلم.