الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأهم ما ينبغي أن يكون محل نظر المرأة ممن يتقدم لخطبتها دينه وخلقه، روى الترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
فصاحب الدين والخلق إن أحب المرأة أكرمها وإن أبغضها لم يهنها، وفارق السن أو التعليم أو مهنة الشخص، كل ذلك ليس بمانع شرعا من قبوله زوجا، ولا يعني بأي حال أن لا تدوم عشرة المرأة معه أو لا تتحقق لها معه السعادة، وللفائدة راجعي الفتويين رقم: 2346، ورقم: 6079.
فإذا كان هذا الفقير صاحب دين وخلق، والآخر ليس كذلك فهو أولى بقبوله زوجا.
وأما إن كان الآخر ـ وهو الطبيب ـ صاحب دين وخلق كذلك، والفوارق بينك وبينه أقل من الفوارق بينك وبين الآخر وترجين أن تكون العشرة معه أفضل وأدوم فهو أولى بالتقديم والقبول، وسواء كان أمر الزواج من هذا أو ذاك فإننا ننصحك باستشارة الثقات من الناس ممن يعرفونهما ثم استخارة الله تعالى فيمن ترغبين في زواجه منك، وأما ما ذكرت من جانب اللغة الانجليزية وعدم إتقانك لها فهو أمر يمكن تحصيله، وننبه إلى أنه لا ينبغي للولي أن يرفض خاطبا ملتزما بالشرع، ورد الولي للخطاب لغير مسوغ شرعي يعتبر عضلا للمرأة، فيجوز لها حينئذ أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي ليزوجها أو يوكل من يزوجها، وانظري الفتويين رقم: 14222، ورقم: 998.
والله أعلم.