الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحقوق المعنوية أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية مما يعني أنها مصونة لأصحابها، فلا يجوز الاعتداء عليها، ومن أهل العلم من أجاز نسخ مثل ذلك للحاجة الشخصية وطلب العلم دون التكسب منها، وأما ما لم تكتب عليه تلك الفقرات التي تدل على حمايته وعدم الإذن فيه وقد وضعه صاحبه على الأنترنت أو كان في مواقع تأذن فيه بالمجان فلا حرج في تنزيله، ومن استطاع التثبت فهو أولى، ومهما يكن من أمر فإذا استطعت التأكد من إذن صاحب المقال أو الكتاب في تنزيل مقاله أو كتابه ولو للنفع الشخصي، فهو أولى، وإن كان يمنع ذلك واستطعت التحلل من أصحابه أو بذل عوض لهم عن ذلك فبها ونعمت، وإن كان للقول بجواز النسخ للنفع الشخصي متمسك، لكننا لا نفتي به في هذا الموقع، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 6080.
وأما الاستفادة من المنشور على النت دون تنزيله أو نسخه لكن بالاقتباس منه فلا حرج فيه، لكن يشترط لذلك شرط: وهو أن يتم النقل بأمانة، وأن ينسب ما اقتبس إلى قائله دونما غموض، أو تدليس، أو إخلال، ولا يشترط لذلك إذن صاحب الكتاب أو المقال مثلاً، بل يجوز الاقتباس ولو صرح بالمنع، قال الشيخ بكر أبو زيد عن الاقتباس: فهو انتفاع شرعي لا يختلف فيه اثنان، وما زال المسلمون منذ أن عرف التأليف إلى يومنا هذا وهم يجرون على هذا المنوال في مؤلفاتهم دون نكير.
وعليه، فإن منع المؤلف لذلك يعد خرقاً للإجماع فلا عبرة به.
والله أعلم.