الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصبي الذي لم يبلغ الحلم لا يحاسب يوم القيامة، لأن القلم لم يجر عليه، وذلك لما رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر.
وأطفال الموحدين الذين ماتوا قبل البلوغ في الجنة، في كفالة إبراهيم عليه السلام، كما في حديث البخاري في حديث الرؤيا الطويل ذكر كفالة إبراهيم لأولاد المسلمين الذين توفوا صغارا، وجاء في سنن أبي داود وصححه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال: والمولود في الجنة. وفي حديث مسلم: صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه الجنة.
قال النووي في شرح مسلم: وفي هذا دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة، وقد نقل جماعة فيه إجماع المسلمين. اهـ.
وقال النووي أيضا: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين أن من مات من أطفال المسلمين، فهو من أهل الجنة، لأنه ليس مكلفاً. اهـ.
واعلم أن الغريق معدود من الشهداء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله عز وجل. متفق عليه.
والله أعلم.