الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأوراق التي فيها ما هو معظم شرعا، كالقرآن الكريم والأحاديث النبوية وأسماء الله تعالى وأسماء الأنبياء عليهم السلام، يجب صونها عن الامتهان ويحرم تركها في مكان لا يليق بها، وتعظيمها من تعظيم حرمات الله تعالى، وقد قال الحق سبحانه: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه [الحج:30 }. أما غير ذلك فإنه لا يأخذ نفس الحكم تماما كما بينا في الفتوى رقم: 40740، إلا أنه مع ذلك يكره امتهانه.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى: بخلاف ما فيه أسماء العلماء والسلف الصالح أو شيء من العلوم الشرعية فإنه يكره ولا يحرم.
وعلى أية حال فإن عدم رفع الأوراق المذكورة لا يعتبر كفرا.
وننصحك بتجنب مثل هذا التفكير، فقلما يرد منك سؤال إلا وأنت تسأل فيه عما إذا كانت مسألة كذا... كفرا.
وقد حذرناك من الوساوس أشد تحذير؛ لأن الاسترسال معها يؤدي إلى شر عظيم وضرر جسيم كما بينا لك في الفتوى رقم: 168973 والفتوى رقم: 168223 وغيرهما.
والله أعلم.