الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير، ثم اعلم أنه ما دام البول ينقطع زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فلست مصابا بسلس البول، بل يجب عليك أن تنتظر ريثما ينقطع خروج البول ثم تتطهر وتصلي، وليس لك أن تصلي لا إماما ولا مأموما قبل انقطاع البول، فإن الصلاة بطهارة صحيحة مقدمة على الجماعة، وانظر الفتوى رقم: 114190 ، وعليك أن تقضي حاجتك قبل دخول الصلاة بوقت كاف لتتمكن من أداء وظيفتك على وجهها، فإن تعذر عليك ذلك فتحولك إلى عمل تؤديه على وجهه خير لك، وأما الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير فليس مقصورا على من يعمل في الإمامة، فيمكنك الدعوة إلى الله وتعليم الناس ولو لم تكن إماما وذلك بقدر استطاعتك وحسب طاقتك، وأما انفلات الريح فإن كان وقت انقطاعه مضطربا بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى ويوجد تارة ولا يوجد أخرى فإن الواجب عليك أن تتوضأ بعد دخول الوقت ولا يضرك ما خرج منك، فتصلي بوضوئك هذا الفرض وما شئت من النوافل كما يفعل المصاب بالسلس، وانظر الفتوى رقم: 136434 ، وأما إمامة صاحب السلس أو انفلات الريح فهي محل خلاف بين العلماء والراجح إن شاء الله جوازها، وانظر الفتوى رقم: 134757.
والله أعلم.