الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه الأمور ينبغي أن يتوخى فيها الحكمة والعقل والتروي قدر الإمكان، ويبدو أن هذه الفتاة عندها شيء من العجلة، فدفعها شوقها إليك إلى مثل هذه التصرفات من مثل اللعن والذي لا يجوز شرعا، فلعن المؤمن كقتله كما وردت بذلك السنة، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم 35538، وكذا إهانتها لك بالعبارة الأخرى، فكل هذا يتنافى وقوامة زوجها عليها. وفي المقابل قد أخطأت أنت بذكرك هذه العبارة التي صدرت عنك إلى أمها، وترتب عليها ذلك الرد السيء منها.
وعلى كل حال فإننا نوصيك بالصبر عليها والحرص على تعليمها أمور دينها وخاصة أمر حسن الخلق ومعرفة مكانة الزوج، وحسن العشرة بين الزوجين، ويمكنك أن تستعين في ذلك ببعض الفتاوى ومنها الفتويين التاليتين: 9623 - 96419.
فإن تبين لك أن هذه التصرفات هفوة منها، واستقام حالها فالحمد لله، وبادر إلى إتمام الزواج قدر الإمكان، فالتأخر قد تكون له بعض العواقب غير الحميدة. وأما إن غلب على ظنك أن هذا سوء خلق متأصل فيها فالأولى أن تطلقها، فهذا أهون من أن يحصل الطلاق بعد دخولك بها.
والله أعلم.