الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننبهك أولاً على أنك إذا أردت بيان آية من القرآن، أو الاستفسار عنها، وأنت لا تحفظها، فلا يجوز لك أن تقول: قال الله تعالى: كذا.. وتأتي بها بغير نظم القرآن، ولك أن تقول: الآية التي تشتمل على المعنى كذا وكذا.
ولذا؛ فقد صححنا الآيتين المذكورتين في سؤالك، ومعناهما هو: أن الله -سبحانه- أخبر عمن شرح قلبه لمعرفته، والإقرار بوحدانيته، والإذعان لربوبيته، والخضوع لطاعته. فهو على نور من ربه، أي: على بصيرة مما هو عليه ويقين بتنوير الحق في قلبه، فهو لذلك متبع لأمر الله، ومنته عن ما نهاه عنه، فهل هذا يستوي مع من كان قلبه قاسياً لا يلين لذكر الله؟! ثم امتدح الله سبحانه كتابه المنزل على رسوله "القرآن العظيم" بقوله: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ [الزمر:23]، يعني أن القرآن كله متشابه، فالآية منه تشبه الأخرى، والحرف يشبه الآخر.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: مثاني، أي: القرآن يشبه بعضه بعضاَ، ويرد بعضه على بعض.
ثم انتقل السياق القرآني إلى صفة الأبرار والأخيار الذين تقشعر جلودهم وتخشع قلوبهم إذا سمعوا القرآن العظيم وما فيه من الوعد والوعيد والتخويف والتهديد، ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله، لما يرجون ويؤملون من رحمة الله ولطفه الذي وعد به عباده الصالحين.
والله أعلم.