الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يكن ينبغي لك أن تطلق هذه العبارة، لما تنطوي عليه من الإشعار بالعجب والإدلال بالعمل، فالعبد مهما أصابته المصائب فليعلم أنها بذنوبه وتقصيره وتفريطه في جنب ربه تبارك وتعالى، فليتضرع لربه معترفا بظلمه وتقصيره قائلا ما قاله نبي الله يونس عليه السلام: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ فهذا خير للعبد وأحمد عاقبة، وما دخل العبد على ربه من باب هو أوسع من باب الذل والانكسار له سبحانه، وقد توحي هذه العبارة كذلك باستبطاء الفرج، وكمال الإيمان يقتضي التسليم لأمر الله والرضا بحكمه، فلا ينبغي لك أن تطلق أمثال هذه العبارات، والزم باب التضرع والذل والانكسار لله تعالى معترفا بذنبك عالما أنه لو لم يتفضل ويرحم لهلك العبد وخسر خسرانا لا فوز معه.
والله أعلم.