الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن أجر من بنى مسجدا لله تعالى على أرض يمتلكها بشراء أو غيره أعظم ممن اقتصر على البناء فقط، لكن البناء على الأرض الموقوفة لا يخرجه عن كونه بنى مسجدا لله تعالى، وله أجر ذلك لأن ملك الأرض ليس شرطا للحصول على الأجر المترتب على بناء مسجد لله تعالى، ونص الحديث: من بنى مسجدا لله بنى الله تعالى له بيتا في الجنة مثله. متفق عليه.وهذه رواية مسلم.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: يحتمل قوله صلى الله عليه و سلم مثله أمرين: أحدهما أن يكون معناه بنى الله تعالى له مثله في مسمى البيت، وأما في السعة وغيرها فمعلوم فضلها أنها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. الثاني: أن معناه أن فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا. انتهى.
وفي فيض القدير عند شرح الحديث المذكور: (من بنى) بنفسه أو بنى له بأمره (لله مسجدا) أي محلا للصلاة يعني وقفه لذلك فخرج الباني بالأجرة كما يرشد إليه السياق، ونكره ليشيع فيشمل الكبير والصغير وبه صرحت رواية الترمذي وإطلاق البناء غالبي، فلو ملك بقعة لا بناء بها أو كان يملكه بناء فوقفه مسجدا صح نظرا للمعنى. انتهى.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم :160919.
والله أعلم.