الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعيين عن طريق الواسطة لا حرج فيه إذا تحقق شرطان:
ـ الأول: أن يكون الشخص الذي سيعمل كفئا للوظيفة التي سيعين فيها.
ـ الثاني: أن لا يترتب على هذه الوساطة ظلم لأحد، كأن تتسبب في تضييع حق من هو أولى بهذه الوظيفية، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 144347، 129602، 34837.
وإذا كانت الوظيفة في القطاع الخاص فلا بأس بالوساطة فيها لمن هو أهل لها، ولو كان دون غيره من المتقدمين لها بخلاف القطاع العام فإنه لا تجوز فيها الوساطة إذا حصل فيها تقديم الأدنى على الأعلى منه كفاءة، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 97529.
وعلى ذلك، فإذا كان الغالب على ظن الأخ السائل أن صاحب والده سيسعى في تعيينه في القطاع الحكومي، وأن غيره من المتقدمين لهذه الوظيفة أكفأ وأولى منه بها، فما يتخوفه من وقوعه في الإثم أمر في محله، ولا يلام عليه، بخلاف ما إذا كان الغالب على ظنه أنه سيعينه في مكتب خاص، وفي كلا الحالين لابد من الترفق بالوالد ومحاورته بلطف ولين والاجتهاد في إقناعه بالتي هي أحسن، وما دام قد حصل ما حصل، فعلى الأخ السائل أن يجتهد في استرضاء والده بكافة السبل، ومنها السعي في الحصول على عمل مناسب بطريقة مشروعة.
والله أعلم.