الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الغالب شفقة الأب ومحبته لأولاده وأحفاده واهتمامه بأمرهم وحرصه على مصلحتهم، فهذا مما جرت به العادة، فما ذكرت عن أبيك من جفاء تجاهك وتجاه أهلك مخالف لما هو معتاد، ولكن انظر فإن كان ثمة دوافع لذلك، أو أمور صدرت منك أو من أهلك أساء أبوك فهمها فاعمل على معالجة الأمر، وإن كان ذلك من أصل طبعه فقد عرفت فالزم، فما عليك إلا أن ترضى وتسلم ولا تتعامل مع هذا الواقع بشيء من الحساسية فتتعب نفسك وتنكد حياتك، وأكثر من دعاء الله تعالى أن يعينك على الصبر وأن يصلح من شأن أبيك.
وأما بالنسبة لأخذ قرض من البنك، فإن كان قرضا في مقابل فائدة فهذا من الربا فلا يجوز لك الإقدام عليه، وابحث عن بديل شرعي تمتلك من خلاله بيتا بواحدة من الصيغ الشرعية في البنوك الإسلامية ـ إن وجدت ـ وراجع الفتوى رقم: 165869.
ويمكنك أن تبحث عن بيت تستأجره، فإن لم يمكنك أن تفعل هذا ولا ذاك فامكث في بيت أبيك حتى ييسر الله أمرك، خاصة وأنك لم تذكر أنه قد طلب منك الخروج من البيت، كما ننبه الوالد إلى أنه لا يجوز له تكليفك ما لا طاقة لك به وما يجحف بك من نفقة وغيرها ولا تلزمك طاعته في هذا، وراجع الفتوى رقم: 76303، وهي في ضوابط طاعة الوالدين، ومهما أمكنك مساعدة أبيك فافعل، فإن هذا من البر به.
والله أعلم.