الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك في أنك أخطأت بأخذ تلك العربة، وقد لا تكون لقطة أصلا لأن اللقطة هي المال الضّائع من ربّه, وتلك العربة قد لا تكون ضائعة بل قد يكون صاحبها قد تركها هناك ودخل الحرم ليأخذها عند خروجه فجئت أنت وأخذتها. وكونك نسيت عدم جواز أخذ لقطة الحرم لا يخلي ذمتك. ومن المعلوم أنه لا يجوز لك أخذ عربة ليست ملكا لك، سواء في الحرم أو غيره. فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى, كما يلزمك رد العربة إلى اللجنة الموكلة بحفظ اللقطة في الحرم, وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عمن التقط ساعة في الحرم وبقيت عنده سنين فقال: الواجب على المذكور أن يرد اللقطة المذكورة إلى المحكمة الكبرى بمكة حتى تسلمها للجنة المكلفة بلقط الحرم، وبذلك تبرأ ذمته مع التوبة إلى الله سبحانه من التقصير إذا كان لم يعرفها في المدة الماضية ... " اهــ. ولا تدخل العربة في ملكك بسبب أنك أخذتها ناسيا بل الواجب ردها، مع التنبيه إلى أن لقطة الحرم لا تختلف عن لقطة الحل على الراجح من أقوال أهل العلم في المفتى به عندنا كما بينا في الفتوى رقم: 14308.
الله أعلم.