الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة، والذي ننصحك به هو أن تستمري في طريق الاستقامة، وتجتهدي في رد المظالم إلى أصحابها، وتكثري من فعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات. واجعلي همك الأكبر وغايتك العظمى هي مرضاة الله تبارك وتعالى، ولا تلتفتي إلى قالة الناس وما يتحدثون به عنك، فإنه لا يضرك ذمهم ولا ينفعك مدحهم، والله سبحانه وحده هو الذي يزين مدحه ويشين ذمه، وهم يحملون تبعة غيبتهم لك وتعديهم عليك، على أننا نبشرك بأن الله تعالى إذا علم منك صدق التوبة وظهرت منك في الناس سيرة حسنة فهو بمنه سيجعل لك فيهم لسان صدق وسيبدلك بذمهم ثناء ومدحا، فقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ.
فاستقيمي على التوبة وأبشري وأملي ما يسرك.
والله أعلم.