الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس فيما ذكرت ما يسوغ لك طلب الطلاق من زوجك في الوقت الحالي، فغاية ما ذكرت حقوق لك على زوجك تجب عليه بعد دخوله بك كالمسكن ونحوه، فإذا لم يوفرها لك بعد الدخول كان لك الحق في مطالبته بها، فإن لم يفعل فيحق لك حينئذ طلب الطلاق. وراجعي الفتوى رقم: 37112 ففيها بيان الحالات التي تبيح للمرأة طلب الطلاق.
وننبه إلى الآتي:
أولا: أنه لا يلزم الزوج إذا أراد سفرا أن يأخذ زوجته للإقامة معه في مكان عمله، ولو قدر على ذلك ففعل لكان أفضل ليصون نفسه وزوجته. ولكن لا يجوز له أن يغيب عن زوجته أكثر من ستة أشهر بغير عذر معتبر شرعا إلا بإذنها، ومن العذر المعتبر شرعا سفره لاكتساب رزق، كما بينا ذلك بالتفصيل بالفتوى رقم: 115495.
ثانيا: من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها سكنا مستقلا، فلا يلزمها السكن مع أهلها أو مع أهل زوجها إلا إذا كان في جزء من بيت العائلة مستقل بمرافقه كما هو مبين بالفتوى رقم: 66191.
ثالثا: لا يلزم أن تكون الزوجة هي التي تقوم بتصحيح المفاهيم الخاطئة التي عند زوجها، بل يمكن أن تسلط على زوجها بعض العلماء الفضلاء ليبينوا له الحق بأسلوب حسن وبالحكمة والموعظة الحسنة، فإن هذا مما يعين حديث العهد بالإسلام على الثبات على الحق.
والله أعلم.