الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في التوكل على الله تعالى وقيامك بالرقية الشرعية، وأما الرؤيا فلا يؤخذ منها حكم ولا يمكن أن يعمم حكم العمل بها على الناس، ونحن لا نعلم ما يفيد من ناحية الشرع ولا من ناحية العقل الانتفاع بالشراب من الماء الذي اغتسل به شخص ما، بل نخشى أن تكون الرؤيا من تلبيس الشيطان يريد صرفك عن منفعة الرقية إلى التعلق بشراب ماء الغسل المذكور، والأولى في مثل هذا أن تقرأ الرقية على ماء ثم يشرب منه المريض، فقد قال ابن القيم في المدارج: كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً عديدة، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء. انتهى.
وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: قال صالح ـ يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء فيقرأ ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك، ونقل عبد الله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصب على نفسه منه. اهـ.
والله أعلم.