الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أنه لا سعادة للعبد ولا راحة له إلا في طاعة الله تعالى والانقياد لأمره، وأن الحزن والهم والضيق والاكتئاب ونحوها من الأمراض النفسية إنما تحدث بسبب البعد عن الله تعالى وضعف الصلة به، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}. فالحياة الطيبة لا تنال إلا بالإيمان والعمل الصالح. وما تشعرين به أحيانا من عدم رغبة في الصلاة ثم يحملك ذلك على تركها إنما هو من تزيين الشيطان وإغوائه لك، فهو يبغضك في طاعة الله تعالى ويوهمك أنها ثقيلة عليك ليحول بينك وبين السعادة الحقيقية، فعليك بمجاهدة نفسك الأمارة بالسوء وعدم الاستسلام لتسويل الشيطان والانخداع بمكره، واعلمي أنك مع المجاهدة الصادقة والإخلاص لله تعالى والاستعانة به ستوفقين إلى ما فيه مصلحتك وسعادتك، فإن الله تعالى وعد المجاهدين فيه أن يهديهم كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}. وأكثري من الدعاء بالهداية فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الله تعالى يقلبها كيف يشاء، ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وعليك بصحبة أهل الخير والصلاح ممن يذكرون بالله تعالى ويعينون على طاعته، وأكثري من سماع الأشرطة الطيبة والمحاضرات النافعة والكتب السهلة التي تعنى بأمر الوعظ وترقيق القلوب. واستحضري دائما خطورة ترك الصلاة وأن تاركها يعرض نفسه لعقوبة الله العاجلة والآجلة، وراجعي لذلك الفتوى رقم: 130853.
نسأل الله أن يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.