الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الصبر على الزوج –أو غيره- ابتغاء مرضاة الله أجره كبير وفضله عظيم وعاقبته خير، قال تعالى : .....إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. {يوسف:90}.
والواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، وليس من المعروف أن يؤذي الزوج زوجته بلسانه، بل يجوز للزوجة طلب التطليق من زوجها إذا سبها أو شتمها بغير حق.
قال الدردير : (ولها) أي للزوجة (التطليق) على الزوج (بالضرر) وهو ما لا يجوز شرعا كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك، وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون كما يقع كثيرا من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق. الشرح الكبير للدردير.
فعلى الزوجة أن تتفاهم مع زوجها وتذكره بوصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجال : ... اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه. وبقوله صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
فإن لم يفد ذلك معه فليتدخل بعض العقلاء من الأهل أو غيرهم من أهل الدين والمروءة للإصلاح بينهما أو الطلاق في حال تعذر الإصلاح ، لكن ننبه إلى أن الطلاق ليس بالأمر الهين، فإذا استطاع الزوجان الصبر على الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق ولا سيما حال وجود أولاد . وانظري الفتوى رقم : 72094.
والله أعلم.