الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة دينة خيرة مستقيمة فمثلها أحرى أن يبادر المسلم للزواج منها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فاظفر بذات الدين ترتبت يداك. متفق عليه من رواية أبي هريرة ـ رضي الله عنه.
ومن أفضل ما يرشد إليه المتحابان الزواج، روى ابن ماجه في سننه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وإذا كانت لك رغبة في الزواج منها فأت الأمر من بابه واخطبها من وليها، وعجل إلى إتمام الزواج منها، فإن الزواج من الخير الذي ينبغي المبادرة إليه قدر الإمكان، ولا تنس أن تستخير ربك قبل الإقدام على الزواج، ففي الاستخارة تفويض الأمر إلى الله ليختار لعبده الأصلح، وراجع الفتوى رقم: 19333، وهي عن الاستخارة في الزواج.
فإن تيسر لك الزواج منها فبها ونعمت، وإلا فاصرف قلبك عنها واقطع كل علاقة لك بها سدا للذريعة وإغلاقا لأبواب الشيطان، فقد يتحدث الشاب والفتاة فيما هو مباح في بداية الأمر فيقودهما الشيطان بعد ذلك إلى الوقوع فيما فيه معصية لله تعالى، ولذلك قال رب العزة والجلال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
واسأل الله أن ييسر لك زوجة صالحة، فالنساء غيرها كثير، ولمزيد الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 9360، ففيها بيان كيفية علاج العشق.
والله أعلم.