الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن ما وقعت فيه مع تلك الفتاة معصية كبيرة وفاحشة منكرة، ولكن مهما عظم الذنب فعفو الله أوسع ومن رحمة الله أنه يقبل التوبة ويحب التوابين، وليس من شرط التوبة أن تتزوج الفتاة التي وقعت معها في الفاحشة، ولكن التوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب، وراجع الفتوى رقم : 5450.
فإذا كنت لا تجد قبولا في نفسك لتلك الفتاة فالأولى أن تترك زواجها، وليس في ذلك ظلم لها، وابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق، و بخصوص الاستخارة، فاعلم أن العلماء قد تكلّموا فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسّر الأمر أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه ؟ و الراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظر التفصيل في الفتوى رقم : 123457.
والله أعلم.