الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس فيما ذكرت من إقامة زوجتك عند أهلها بعد سفرك ورغبتك في استقدامها للبلد الذي تعمل فيه عقوق لوالديك أو إساءة لهم، واعلم أن من حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل، ولا حق له في إجبارها على مساكنة أحد من أهله إلا أن ترضى بذلك، وانظري الفتوى رقم: 28860.
والمقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة جزء من الدار مناسب لها منفصل بمرافقه، جاء في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: وفي شرح المختار ولو كان في الدار بيوت وأبت أن تسكن مع ضرتها ومع أحد من أهله إن خلى لها بيتا وجعل له مرافق وغلقا على حدة ليس لها أن تطلب بيتا آخر.
وانظر الفتوى رقم: 80603.
لكن إن كانت إقامتك ببيت أهلك تجلب المشاكل بين زوجتك وأمك فلا حرج عليك في الإقامة بمسكن مستقل عن بيت والديك، لكن على كل الأحوال فإن عليك بر والديك والإحسان إليهما، ولا سيما أمك فإن حقها عليك عظيم وبرها من أعظم القربات إلى الله.
والله أعلم.