الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المراد من السؤال الأول حكم عد آيات سورة الفاتحة أثناء الصلاة بعقد الأصابع مثلا فالأصل أنه غير مطلوب شرعا، لكنه لا يبطل الصلاة فقد أجازه بعض أهل العلم، وكرهه بعضهم، لأنه ليس من أفعال الصلاة.
قال ابن قدامة: لا بأس بعد الآي في الصلاة، فأما التسبيح فتوقف فيه أحمد .انتهى.
وفي الروض المربع في الفقه الحنبلي : و له عد الآي والتسبيح وتكبيرات العيد بأصابعه، لما روى محمد بن خلف عن أنس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد الآي بأصابعه .انتهى.
وفي بدائع الصنائع في الفقه الحنفي: وَيُكْرَهُ عَدُّ الْآيِ وَالتَّسْبِيحِ في الصَّلَاةِ عِنْدَ أبي حَنِيفَةَ، وقال أبو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ. في الْفَرْضِ وَالتَّطَوُّعِ وَرُوِيَ عن أبي حَنِيفَةَ أَنَّهُ كُرِهَ في الْفَرْضِ وَرُخِّصَ في التَّطَوُّعِ. انتهى.
وإن كان القصد السؤال عن حكم إعادة آية من سورة الفاتحة، فقد أجبنا عنه من قبل، ويمكنك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 94279.
وإن كان المراد من السؤال غيرما فهمنا فيرجى توضيح ذلك في سؤال آخر.
أما عن السؤال الثاني فحكم البسملة قبل الفاتحة في الصلاة محل خلاف بين الأئمة رحمهم الله تعالى، فمنهم من يرى أنها واجبة باعتبارها آية من سورة الفاتحة، ومنهم من يعتبرها مستحبة، ومنهم من يرى كراهة الإتيان بها في الصلاة. ولا شك أن الإتيان بها أولى من تركها مراعاة للقول بالوجوب الذي هو مذهب الشافعي ومن وافقه، وقد سبق بيان أقوالهم وسبب خلافهم في ذلك في الفتوى رقم :104048، والفتوى رقم :65005.
والله أعلم.