شهداء ولكن ماتوا على فرشهم
2-6-2002 | إسلام ويب
السؤال:
هل صحيح أن الشهيد يغفر له جميع ذنوبه، وإذا كان كذلك فإني سمعت من أحد المشايخ أن الشخص يعتبر شهيدا بشرط أن يكون ملتزما بأوامر الله ؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يعطى الشهيد ست خصال: عند أول قطرة من دمه يكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويؤمَّن من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر، ويحلَّى حلة الإيمان. رواه أحمد من حديث قيس الجذامي .
وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء؛ وإن مات على فراشه.
وقد وردت آثار تدل على أن المؤمن بفعله للصالحات وتركه للمحرمات يكون شهيداً، منها: ما أخرجه ابن جرير عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مؤمنو أمتي شهداء، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ. ومنها ما أخرجه ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن الرجل ليموت على فراشه وهو شهيد. ثم تلا :وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال يوماً وهم عنده: كلكم صديق وشهيد! قيل له: ما تقول يا أبا هريرة ؟ قال اقرأوا: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد مثل ذلك عن مجاهد رحمه الله، وأخرج ابن حبان عن عمرو بن ميمون الجهني قال: جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فمَّمن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: من مات وفيه تسع فهو شهيد. ويقصد بالتسع ما في قوله تعالى:التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة:112] .
ولا شك أن من جمع إلى هذه الأعمال الصالحة الجهاد في سبيل الله ومقارعة الخطوب وبذل النفس لله فهو أعظم أجراً وأرفع درجة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف. رواه الترمذي .
وفي الصحيحين وسنن أبي دواد من حديث عبد الله بن أبي أوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس: لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف.
والله أعلم.