الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تستسلمي لهذه الوساوس والأوهام، فإنما هي من الشيطان يلبس عليك بها وهو الذي يوهمك أنك عاجزة عن التوبة والمحافظة على الصلاة، فاستعيني بالله تعالى وأعرضي عن الوساوس وجاهدي نفسك في الحفاظ على الصلاة، ومما يعينك على ذلك أن تستحضري خطورة تعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وانظري لذلك الفتوى رقم: 130853 .
وأما ما وقع منك من تطاول في حق الرب تعالى فإن كان ذلك بغير اختيارك بل وقع رغما عنك بسبب ما تعانينه من المرض فنرجو ألا إثم عليك في ذلك لأنك في معنى المكره، وأما إن كان ذلك قد وقع باختيارك استجابة لتسويل الشيطان وإغوائه فإن هذا ذنب عظيم وجرم جسيم، لكن باب التوبة مفتوح في وجه كل أحد لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، فتوبي إلى الله تعالى وأخلصي له واجتهدي في دعائه أن يوفقك فإنه تعالى كريم لا يغلق بابه في وجه سائل، ومهما كان ذنبك عظيما فاعلمي أن عفو الله تعالى أعظم ورحمته أوسع، فأقبلي عليه وأخلصي له وجاهدي نفسك واعلمي أنك لو صدقت في المجاهدة فإنه تعالى سيعينك كما قال جل اسمه:وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، نسأل الله أن يرزقك توبة نصوحا.
والله أعلم.