الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ألممت أيها الأخ بذنوب عظيمة وجرائم جسيمة، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من كل ما أنت مقيم عليه من المعاصي، وأن تستمر في التوبة مما سلف منك وتبت إلى الله من فعله، فأما صاحب السوء هذا فعليك أن تهجره هجرا تاما وأن تعرض عنه إعراضا كليا، فإن جريمة اللواط التي مارستها معه والتي يدعوك إلى العودة إليها من أشنع الجرائم وأقبح الموبقات، وانظر الفتوى رقم: 124496.
ولا تأثم بهجره، بل تأثم بصلته والإصرار على صحبته المؤدية للشر والمنكر، وعليك أن تترك هذا العمل المحرم وتبحث عن عمل مباح في البلد الذي أنت فيه أو في غيره، ولا تخش فضيحة هذا الشخص لك، فإن من تاب إلى الله واعتصم به حفظه الله وسلمه مما يكره، ثم لو فرض أنه فعل ففضيحة الدنيا أهون من فضيحة الآخرة، ولكن ثق واجزم بأن الله تعالى سيعينك إذا أقبلت عليه وأنبت إليه فإنه تعالى مع المتقين المحسنين، ومن كان الله معه لم يضره شيء، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ {النحل:128}.
والمال المكتسب من بيع الخنزير مال محرم يجب التخلص منه في وجه من وجوه الخير، فإن كان أهلك فقراء كما ذكرت فلا بأس في الصدقة به عليهم، وانظر الفتوى رقم: 138803.
وأما ما في ذمتك من بدل الأشياء المسروقة فيجب عليك أن تتحرى وتجتهد في معرفة أصحابها ثم تدفعها إليهم، فإن توبتك لا تكمل إلا بذلك، فإن لم تستطع إيصال هذا المال إليهم فتصدق به عنهم.
والله أعلم.