الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وضع تنوين الفتح على الألف لا يعتبر مخالفا لرسم المصحف، فتشكيل الحروف ليس من رسم الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ الذي يعتبر توقيفيا، ولكنه من ضبط التابعين، الذي يعتبر اجتهاديا، ووضع التنوين على الألف بدلا من وضعه على الحرف هو الراجح من أقوال أهل هذا الفن، وهو المعمول به عند المغاربة، لأن الوقف يكون عليه، قال الخراز في مورد الظمآن:
وإن تقف بألف في النصبِ * هما عليه في أصح الكتْبِ.
وقال محمد العاقب الشنقيطي في كشف العمى والرين:
وشكلتا المفتوح من فوق الألفْ * والياء، والقلبُ لدى الباء ألفْ.
يعني أن شكلتا الحرف المنون بالفتح تجعلان على الألف أو على الياء إن كان مرسوما بالياء، فمثال الألف نحو: غَداً، وشَيئاً ومثال الياء: هدىً، وفتىً.
والله أعلم.